Pages

واشنطن بوست: بين السوريين.. تشتهر تدمر بسجنها الوحشي!

الأحد، 24 مايو 2015

واشنطن بوست: بين السوريين.. تشتهر تدمر بسجنها الوحشي!

أورينت نت | ترجمة: محمود العبي أدت سيطرة الدولة الاسلامية على مدينة (تدمر) السورية إلى غضب دولي في جميع أنحاء العالم. الناس لديهم قلق بالغ إزاء كنوز ما قبل الإسلام والعصر الروماني التي تقع بالقرب من المدينة، وهناك مخاوف عميقة حول ما يمكن للدولة الإسلامية القيام به تجاه واحد من أهم المواقع الأثرية في سوريا!
ولكن أطلال (تدمر) القديمة ليست هي الموقع الوحيد المهم تاريخياً في المنطقة، هناك قطعة أخرى من التاريخ، ألا وهو السجن الذي يعتبر واحدة من الأماكن الأكثر وحشية في سوريا.

شيد سجن تدمر في الأصل كثكنة عسكرية لقوات الانتداب الفرنسي في 1930. أصبح سجناً عسكرياً عام 1966 وعندما وصل حافظ الأسد إلى السلطة في أواخر 1970(*)، وُضِعَ عدد كبير من السجناء السياسيين في هذا السجن، واكتسبت تدمر سمعة الرعب إلى حد الأسطورة. كانت الأمور سيئة للغاية، بحيث أن السجن وضعت عنه كتابات أدبية خاصة من قبل من سجناء تمكنوا من الكتابة عن الزمن الذي قضوا في هذا السجن، مثل الكثير من كتب (ألكسندر سولجينتسين) عن معسكرات الاعتقال في الاتحاد السوفياتي.

فرج بيرقدار، الشاعر السوري الذي قضى أربع سنوات في السجن، كان يطلق عليه "مملكة الموت والجنون" و"وصمة عار لتاريخ سوريا وللبشرية جمعاء".
ويعتقد أن الآلاف من الناس وضعوا في السجن في 1980، وكانت هناك تقارير متواصلة عن التعذيب والموت في السجن - أشارت ورقة منظمة العفو الدولية لعام 2001 أن السجن "يبدو أنه قد تم تصميمه لإلحاق أقصى المعاناة والإذلال والخوف بالسجناء وإبقائهم تحت سيطرة دقيقة لكسر أرواحهم "ويشير التقرير نفسه إلى أن التعذيب كان منتشر وغالباً بطريقة اعتباطية - وفي الثمانينات، بدا أن الحراس قد أعطوا رخصة لقتل السجناء لو رغبوا في ذلك.

اللحظة المشهورة في السجن هي في عام 1980، بعد يوم من محاولة اغتيال الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد. تم اقحام الأسد الأب في معركة مع الإخوان المسلمين في سورية في ذلك الوقت، وكان الإخوان متهمين بمحاولة اغتياله التي فشلت. في وقت مبكر يوم 27 يونيو 1980، أرسل الأسد شقيق الرئيس السوري رفعت الأسد 60 جندياً إلى سجن تدمر، الذي يضم المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين. بدأ الجنود بقتل السجناء. تقديرات القتلى هي 500 قتيل، ولكن براء السراج، وهو سجين سابق، ومؤلف كتاب "من تدمر إلى هارفارد"، أطلع واشنطن بوست أن الرقم الحقيقي يمكن أن يكون أكثر من 2400.

قال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "الحقيقة هي- لا أحد يعرف". موضحاً أن العائلات كانت في كثير من الأحيان لم تُخبَرُ عما إذا أحبائهم على قيد الحياة أو في عداد الموتى، ناهيك عن كيفية وفاتهم. بدلاً من ذلك، اختفى السجناء ببساطة.

خلال 1990، بدأت الحكومة السورية تدريجياً بإطلاق سراح السجناء، وبعد وفاة حافظ الأسد في 2000، خلفه ابنه بشار، تم إغلاق سجن تدمر في عام 2001. لقد كانت لحظة رمزية كبيرة لهذا البلد، وإشارة أمل إلى أن أسوأ تجاوزات نظام الأسد انتهت، على الرغم من أنه لم يكن واضحا ما إذا كان قد تم الافراج عن جميع السجناء، أو ما إذا كان بعضهم نقل إلى أي مكان آخر. بعد اندلاع الانتفاضة السورية في عام 2011، كانت هناك تقارير متعددة أنه أعيد فتح السجن لوضع معارضي النظام (سجون سورية أخرى مثل عدرا قرب دمشق، اكتسبت أيضاً سمعة في القسوة المفرطة منذ عام 2011).

ومن غير الواضح كم عدد السجناء حالياً في السجن منذ أن سيطرة الدولة الإسلامية على تدمر هذا الأسبوع. وأشارت تقارير في وسائل الإعلام السورية أن سكان تدمر تم اجلاءهم، رغم أن بعض المحللين يشيرون إلى أنه في الماضي أعدم النظام السوري السجناء عندما تراجع أو خسر في المعركة. ناشط في تدمر الذي استخدم اسم مستعار أحمد الحمصي قال: أن الدولة الإسلامية أفرجت عن السجناء.

سيكون من الصعب القول بأن سجن تدمر هو الجانب الأكثر أهمية بالنسبة إلى الدولة الإسلامية في تدمر. جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما والخبير في النزاع السوري، ويقول أنه بالرغم من أن السجن يبقى من الأهمية بمكان بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، الدولة الإسلامية ليس لديها نفس الاهتمام في الموقع.

ويقول لانديس: "بالنسبة لهم، تدمر تمثل سوريا ما قبل الإسلامية والوثنية"، مشيراً إلى الآثار القديمة بالقرب من المدينة". تنيم الدولة يسعى لتدمير هذا الماضي من أجل الإدلاء ببيان حديث عمن سيحكم اليوم وما هو إلهي". لديها تدمر أيضا مجموعة متنوعة من المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية خارج السجن، مثل البنى العسكرية الأخرى ومستودعات الأسلحة.

ومع ذلك، فإن الدولة الإسلامية تبدو على دراية بالقوة الرمزية للسجن. وفقاً لمجموعة الاستخبارات المتعلقة بالموقع، وتقسيم الدولة الإسلامية لحمص نشر صور من السجن وهو فارغ من السجناء بعد وقت قصير من الاستيلاء على الموقع، ولقد أعلن التنظيم على وسائل الاعلام الاجتماعية بفخر "أنهم حرروا" السجناء الذين اعتقلوا لعقود.

بين أولئك الذين يعرفون أهوال تدمر، فإن الوضع على وجه الخصوص مثير للحنق. قال حوري: "بالنسبة لشخص يهتم بحقوق الإنسان في سوريا، ما حدث يمحي مأساة ما يحدث في سوريا اليوم"، مشيراً إلى أن العائلات التي فقدت أحباءها في تدمر لم تعرف ما حدث لهم. وببساطة تم استبدال رعب بآخر.

بالنسبة لسراج، فهو محبط بأن الأمر استغرق كل هذا الوقت للمجتمع الدولي ليهتم إلى ما يحدث في تدمر، حيث تعرض للتعذيب لمدة عشر سنوات تقريباً. "من الواضح جداً أن هذا العالم يقدر الصخور فقط، وليس البشر".


هامش لأورينت نت: 
• وقع الكاتب بمغالطة شنيعة، حين قال أن سورية حصلت على استقلالها أواخر العام (1970) في حين أن التاريخ المشار إليه، هو تاريخ انقلاب حافظ الأسد الغادر المسمى (الحركة التصحيحة)، وقد قامت إدارة التحرير في موقع أورينت نت، بتصويب المعلومة على النحو المبين في النص أعلاه، منعاً لتداول مثل هذا الخطأ الفادح... الذي قد يكون مرّده، اعتماد الكتاب على معلومات لمدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما (جوشوا لانديس)، المقرب من نظام بشار الأسد، والذي طالما تعمد نشر معلومات مغلوطة عن الثورة السورية، وتلميع صورة الديكتاتور الدموي المجرم. 

24/5/2015


سارع الآن بالاشتراك في القائمة البريدية ليصلك جديد الموقع على بريدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
كافة الحقوق محفوظة لـ الرمح نيوز © 2015 | بدعم من بلوجر
تصميم: ثيمز بيبر | تعريب: قوالب برق | بدعم من: برق سوفت وير
Creative Commons License