Pages

تعرّف إلى: الصاروخ الذي سقط على اللاذقية وكيفيه إطلاقه واستخدامه!

الثلاثاء، 26 مايو 2015

تعرّف إلى: الصاروخ الذي سقط على اللاذقية وكيفيه إطلاقه واستخدامه!



عدة أخبار مرفقة بمقاطع فيديو وصور اظهرت حريقاً ناتجاً عن ما يعتقد أنه صاروخ سقط على مدينة اللاذقية، يشاع أنه أطلق من أحد الزوارق الحربية للنظام، ليسقط على حي سكني مخلفاً قتلى وحريقاً وناشراً غمامة كثيفة من الدخان البرتقالي الذي تسبب بحالة هلع في المنطقة.

صاروخ غامض!لا يوجد الكثير مما يدل على طبيعة ونوع الصاروخ الذي سقط في المدينة سوى ثلاثة أمور خرجت من الطوق الذي فرضه النظام على الحادثة.
أولها الدخان البرتقالي المميز الذي يشير وبوضوح لوجود محرك يعمل بالوقود السائل، ما ينفي أن يكون الصاروخ قد أطلقه الثوار الذين لا يمتلكون أي شكل من الصواريخ العاملة بالوقود السائل.
العامل الثاني: عدة صور لقطع الحطام التي يعتقد أنه عثر عليها والتي تشبه جنيحات التوجيه في نوع محدد من الصواريخ وليس طائرة إستطلاع كما روجت عدد من الصفحات الموالية.
العامل الثالث: الشهادات التي تتحدث عن إطلاق الصاروخ من مركب في البحر.

صاروخ p-15نموذج قطع الحطام تدفعنا للإعتقاد أن الصاروخ الذي سقط على اللاذقية هو من نوع SS-N-2 Styx أو ما يعرف بصاروخ p-15 وهو صاروخ سطح- سطح سوفيتي مضاد للسفن، يطلق من زوارق الصواريخ أو من قواعد الدفاع الشاطئي. له عدة أجيال والنوع الذي سقط يعتبر من أقدمها. يتميز بجنيحيه الصغيرين وذيله الثلاثي ورأسه شبه البيضوي. ويبلغ وزنه حوالي طنين وربع، ووزن رأسه الحربي حوالي 450 كغ(*) ويبلغ طوله 580 سم، ومداه بحدود ثمانين كيلومتر.. وهو موجه رادارياً.

الزوراق الصاروخية التي أطلقته! يمتلك النظام نوعين من الزوارق الصاروخية القادرة على إطلاق هذا الصاروخ، نوع يحمل صاروخين وآخر يحمل أربعة صواريخ من هذا النوع.

تسبب هذا الصاروخ بالكثير من اللغط بسبب سقوط جزء منه على مسافة من منطقة سقوط الجزء الثاني، حيث يعمل الصاروخ بمحرك من مرحلتين:
الأولى هي محرك صاروخي خارجي يعمل بالوقود الصلب، ومهمته إطلاق الصاروخ خارج قاعدته، ويعمل لعدة ثوانٍ فقط، ثم يسقط متحرراً من الصاروخ وهو بشكل اسطوانة مثبتة على بطن الصاروخ، حيث يُفّسر سقوط أجسام مجهولة أعتقد الكثيرون أنها صواريخ لم تنفجر على قسم أخر من المدينة بسقوط المعزز (المحرك الأول) بعد انتهاء عمله.

المرحلة الثانية هي مرحلة المحرك العامل بالوقود السائل: تسببت هذه المرحلة بحالة من الذعر بسبب الغمامة البرتقالية التي اطلقتها بعد اصطدامها بالبناء حيث يميز وقود هذا الصاروخ ذو اللون البرتقالي ويمكن مشاهدته لحظة الاطلاق لأن المحرك يبدأ بضخ الوقود قبل اشعاله بأجزاء من الثانية (تسمح بملاحظته وتصويره)، ويبدو أن الوقود تسرب من المحرك عند اصطدام الصاروخ بالبناء ما تسبب بالغمامة البرتقالية اللون التي تسببت بحالة الذعر في المنطقة.
كما يمكن مشاهدة هذا الوقود ذو اللون البرتقالي في الفيديوهات التي تعرض استخدام هذا الصاروخ في المشاريع وتدريبات الرمي بالذخيرة الحية، حيث تظهر غمامة برتقالية بعد اصابة الصاروخ للهدف .

وقود سام من عهد (هتلر)الوقود السائل المستخدم في هذا الصاروخ يعتبر أحد المنتجات التي صممها النازيون لاستخدامها مع صواريخهم البالستية خلال الحرب العالمية الثانية، لكن السوفييت أخذوا التركيبة واستخدموها مع عدد من صواريخهم، التي صُممّت خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بينها صواريخ سكود.
يعتبر وقود هذه النوعية من الصواريخ وقوداً شديد السمية والتعرض لكميات كبيرة منه يسبب مشاكل صحية كبيرة جداً، عدا عن خطورة كونه مادة سريعة الاشتعال لذلك تعتبر عملية تعبئة الوقود في الصواريخ وتفريغها عملية خطرة.
فيرتدي فنيوا الصواريخ الأقنعة ومهمات الوقاية الكيماوية المغلقة تماماً عند تعبئة الصواريخ بالوقود أو تفريغه منها بسبب سميته العالية.
ويعرف النظام بسمية وقود الصاروخ الذي أطلقته قواته، ومع ذلك لم يهتم بإخلاء الأهالي من المنطقة المحيطة بمكان سقوط الصاروخ .

تاريخ هذا الصاروخ في سورية! وصلت هذه الصواريخ إلى سوريا عام 1963 بعد أن كانت قد طلبتها الحكومة السورية السابقة من الاتحاد السوفيتي عام 1962 وكانت تعتبر صواريخ متطورة في وقتها.
لم يسجل أي استخدام قتالي فعال لهذه الصواريخ منذ ذلك التاريخ حتى الآن، باستثناء ما يعرف باسم (معركة اللاذقية) مع البحرية الاسرائيلية عام1973 والتي منيت فيها بحرية النظام بخسارة كبيرة، وفشلت في استخدام هذه الصواريخ المتطورة في ذلك الزمان.
فلم يسجل النظام إغراق أي سفينة أو زورق اسرائيلي بهذه الصواريخ.

لماذا أطلق الصاروخ؟ احتمال اطلاق الصاروخ بالخطأ يعتبر منخفضاً لأن تسلسل اطلاق هذا الصاروخ يعتبر معقداً ويتطلب وقتاً وعدداً من العناصر لتنفيذه.
حيث يجب تشغيل وحدة التغذية وإجراء عدد من العمليات وتوصيل قواطع الاطلاق وحقن بيانات الهدف التي تتحصل من الرادارفي الصاروخ، اضافة لعدة عمليات أخرى من بينها رفع غطاء أنبوب الاطلاق (في حال إطلاقه من مركب أوسا) لكن ربما حدث خطأ ما أثناء عملية (محاكاة) وفحص تسلسل الإطلاق لأحد الزوارق، فانطلق الصاروخ بالخطأ.
أو ربما أطلق الصاروخ عمداً من قبل قوات النظام للتسبب بحالة من الهلع والبلبلة في المناطق الموالية للنظام، بهدف صرف أنظارهم عن ما يحدث في الجبهات وخصوصا بسبب صعوبة تمييز نوع الصاروخ.


هوامش: * يستخدم الثوار عادة صواريخ الغراد في قصف تجمعات قوى النظام في اللاذقية وهي عاملة بالوقود الصلب.
** كتب على قطع الحطام بالروسية не браться
*** يبدو أن مرحلة الوقود السائل لم تعمل إطلاقاً.
**** يحمل خليط الوقود الرمز AK-20K/TG-02 وهو مكون من المادة الفعالة والمؤكسج، حيث يتكون الوقود من ak20k (حمض النتريك 80% وديناتروجين تيترواوكسيد20% مع إضافات من الفلورين)TG-02 مكون من ( اكسيلدين وتريتيلامين بنسب متساوية)
* **** الرأس الحربي للصاروخ يحمل ما يعرف باسم الشحنة الجوفاء أو hollow charge وهي تعمل بشكل مختلف عن الصواريخ شديدة الانفجار التقليدية حيث يعتمد عملها على خرق جسم السفينة بحكم طبيعة الرأس الحربي.
******سجلت البحرية المصرية حالة إغراق لما يعرف بالمدمرة (إيلات) عام 1967 باستخدام هذا الصاروخ، اعتبرت نقطة تحول تاريخية في تاريخ تكتيكات القتال البحرية.

27/5/2015

سارع الآن بالاشتراك في القائمة البريدية ليصلك جديد الموقع على بريدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
كافة الحقوق محفوظة لـ الرمح نيوز © 2015 | بدعم من بلوجر
تصميم: ثيمز بيبر | تعريب: قوالب برق | بدعم من: برق سوفت وير
Creative Commons License