Pages

استبعاد طائفي أم كساد تجاري: ماذا أصاب حركة التشبيح في الساحل؟

الثلاثاء، 26 مايو 2015

استبعاد طائفي أم كساد تجاري: ماذا أصاب حركة التشبيح في الساحل؟

لاقى سقوط إدلب لدى جماهير النظام بُعداً هائلا، خاصة بعد سقوط مدينة (جسر الشغور) والمشفى الوطني أيضاً. فالشبيحة باتوا أقل حركة في الكثير من المناطق، واقتصرت حركتهم على مناطق العلويين تحديداً. ويُسودُ بُعدٌ عام احتجاجي، على سماح النظام لأهالي إدلب بالدخول إلى اللاذقية. " واحذروا الأدالبة " شعار رفعته صفحة (اللاذقية الآن) على الفيسبوك يتجسدُ علمياً، يُرفض تأجير الأدالبة والدفاع الوطني يُحقرهم بشكل علني على الحواجز.

الأهالي من محافظة إدلب والذين يملكون بياناً بملكية داخل مدينة اللاذقية لم يُسمح لهم بالدخول. أما المسيحيون فتم إدخالهم بعد تدخل البطركية الانطاكية لدى وزارة المصالحة الوطنية، والتي استجابت فوراً عن طريق شخصية مسيحية لها صلة واسعة مع المعارضة – طوني شمعون- الذي تدخل أيضاً في قضية الراهبات سابقاً. 

مسيحيو سوريا لهم بُعد جانبي لدى الأطراف كُلها، وخاصة النظام لكن ببعد وظيفي. حتى العناصر الأمنية والعسكرية تُعاملهم معاملة خاصة. لا ينسى المسيحيون ولا السوريون ما تحدثت بهِ بثينة شعبان زوراً وكذباً لأحدى القنوات الأمريكية حينما قالت: "إنهم يقتلون المسيحيين وعلى الغرب حمايتهم" هذا الاستخدام الوظيفي لا تكل الدولة عن استخدامه. السُنة يُرفض إدخالهم ولو ملكوا بيوتاً أو أراضِ داخل اللاذقية، ولا يحتاجهم –السُنة- النظام بعد الآن لأي استخدام إعلامي أو ماشابه. 

وحسب ما أورده لنا ناشط في الهلال الأحمر أن الأدالبة يحاولون كُل يوم الدخول ويُرفض دخولهم حتى يومنا هذا. والبعض منهم افترش الطرقات، ومع ذلك ومؤخراً منع النظام خروج فرق الهلال الأحمر إليهم. وفي إحصاء أجراه لنا أحد الناشطين، أن كُل العائلات التي تنتظر على مشارف الساحل السوري سُنية ولم يبقَ أي مسيحي خارج مدينة اللاذقية بل تم إدخالهم جميعاً. 

البُعد الطائفي ينتقل بالطبع للمجتمع العلوي، فتم إدخال كُل العائلات العلوية كما ذكرنا في مقال سابق، وتم وضعهم تحت رعاية جمعية البستان الخيرية التي فتحت خزائنها بشكل كامل لهم، واستأجرت بيوتاً للكثر منهم. وتم التوصية بعلويي إدلب، وانهالت الحصص الغذائية والصحية عليهم بشكل مُريب، وعلويو إدلب لا يحتاجون لأي أوراق ثبوتية لتقديم الدعم لهم، بل يُقدم من كل الجمعيات الخيرية وبشكل منظم. وتم إلزام المدارس باستقبال أبنائهم خلافاً للتعقيدات التي يواجهها السنيون.

في هذا المطاف ورغم كل هذا الدعم تنتقل الردة العلوية على انهيار النظام إلى انقباض اجتماعي، قلة في الحركة الاجتماعية والاقتصادية ـ فيبدو قلب المدينة خالٍ تمام منذ الظهيرة، خاصة مع ارتفاع سعر صرف الدولار إلى مستوى عالٍ وثابت ، ما جعل أسعار السوق مرتفعة جداً، وبات الانفعال التوتري جراء سقوط النظام في أغلب المناطق عسكرياً والانفعال جراء العوز الاقتصادي ثانياً مفتاحاً لردة اجتماعية سياسية قد نراها لدى العلويين على النظام السوري والانقياد أليه. فأدنى مستويات الحياة لم يعد النظام قادراً على تأمينها البتة. في المطاف الكُلي يحافظ العلويون على ما تبقى من أمل، تقسيمية علوية مُريحة، مدعومة من الخارج. 

لجوء المواليين لقنوات المعارضة خاصةً الأورينت لمتابعتها الدقيقة للثورة السورية أسمعتهم تطمينات عن وضع الساحل، وعن حياد مناطق العلويين عن ثورة جيش الفتح وقواته. ما أحالهم إلى عزلة كآبوية داخل المدينة. كآبة مطمئنة خالية من الندم لكنها تقودهم إلى مصير مرسوم. حتى الشبيحة باتوا ذليلين لا يصرخون كثيراً، ويكتفون بالتشبيح بمناطق العلويين وبالكاد ينجحون في ذلك. هنا وفي كل سوريا تقريباً بات القتلة والمستعدون للقتل بِلا صدى لأصواتهم. فما بالك إذا كان الشبيحة يستمدون قوتهم من رئيسٍ انتهى إلى حدٍ كبير؟ في المصادرة الكُبرى انتهى النظام إلى حد كُلي، في المصادرة الصغرى سيبقى شبيحته الصغار يمرحون على مجد قائدهم، وعلى عنجهيته وساديتهِ في الإبادة.

27/5/2015


سارع الآن بالاشتراك في القائمة البريدية ليصلك جديد الموقع على بريدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
كافة الحقوق محفوظة لـ الرمح نيوز © 2015 | بدعم من بلوجر
تصميم: ثيمز بيبر | تعريب: قوالب برق | بدعم من: برق سوفت وير
Creative Commons License