لأول مرة: نصر الله يتهم معارضيه الشيعة بالخيانة والعمالة والغباء!
في تطور لافت هاجم زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله لأول مرة، من أسماهم "شيعة السفارة الأمريكية"، في تعبيرٍ واضح عن قلقه الجدّي من حجم المعارضة الشيعية التي باتت تواجهه وتدفعه للرد بلهجة تخوينية عنيفة على هذا النحو..
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها نصر الله مساء أمس الجمعة مخاطباً حشداً من الكوادر المقاتلة، في اجتماع لقاد الميليشيا، بمناسبة "يوم الجريح"، حيث ركّز الخطاب على التلويح بإعلان التعبئة العامة بين أنصار الميليشيا الشيعية لأول مرة منذ العام 1994، وكذلك دعوة فئات المجتمع اللبناني عامةً للانضمام إلى ميليشياته التي تقاتل في سورية..
وقد هاجم نصرالله المعروف في الأوساط الشعبية السورية بـ(حسن زميرة) من أسماهم "شيعة السفارة الاميركية"، ووصفهم بالخونة والعملاء والأغبياء، بالإشارة إلى النخبة الشيعية التي تعارض سياساته من منطلق أنها تجر الشيعة ولبنان إلى الهلاك. وقال نصر الله: "لن يستطيع أحد تغيير قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحدًا، هي معركة وجود بل معركة عرض ودين، ولا دين لنا مع هولاء التكفيريين، والآن وقت التعبئة والكل يستطيع أن يشارك، ولو بلسانه، وكل من له مصداقية عند الناس عليه أن يساهم بهذه التعبئة، يجب على العلماء التكلم، ومن له ولد شهيد عليه ان يتكلم، حتى أنتم أيها الإخوة الجرحى لسانكم جيد فتكلموا، وأنت أيها الأسير تكلم أيضا".
ويطلق حزب الله تعبير "شيعة السفارة الأمريكية" على الصحفيين والإعلاميين العاملين في وسائل إعلامية مناهضة لسياسة الحزب وإيران والنظام السوري.
من جهةٍ أخرى حدّد زعيم الميليشيا الشيعية معالم المرحلة المقبلة من أجل مواجهة سمّاه "الإرهاب"، معتبراً أن «الخطر الذي يتهدّدهم هو خطر وجودي شبيه بمرحلة الـ 1982»، وملوّحاً بإمكان إعلان التعبئة العامة ضد التكفيريين،على حدّ قوله، وتحدّث السيد "زميرة" عن مرحلة جديدة لا مكان فيها للإحباط وهي مرحلة سيستخدم فيها كل قوة حزبه الشيعي وكل إمكاناته لمواجهة من أسماهم "التكفيريين". وقال: "سنقاتل في كل مكان، بلا وجل ولا مستحى من أحد، سنقاتل بعيون مفتوحة، ومن لا يعجبه خيارنا فليفعل ما يراه مناسباً له".
وأضاف: «لا نهتم لتوهين الإنجازات التي تحققها معاركنا ويقوم البعض بإنكارها. ولو سقطت كل المدن، فلن يحبط هذا الأمر عزيمتنا، ويجب أن تكون معنوياتنا مرتفعة وحالتنا النفسية قوية". وتابع: «لو لم نقاتل في حلب وحمص ودمشق، كنا سنقاتل في بعلبك والهرمل والغازية وغيرها».
أعمى وخائن
تابع نصرالله: "لو استشهد نصفنا وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزة وشرف، سيكون هذا الخيار هو الأفضل، وان شاء الله لن يستشهد هذا العدد، ولكن الوضع يحتاج إلى تضحيات كبيرة لأن الهجمة كبيرة، فقد انتهى الخلاف بين السعودية وقطر وتركيا، وتوحدوا في المعركة ضدنا، واذا استنهضنا الهمم وكنا على قدر المسؤولية فسنهزمهم وسيكون النصر حليفنا، وكل من يثبط عزيمة الناس أو يتكلم غير هذا الكلام غبي وأعمى وخائن".
تلويح بالتعبئة العامة
وقال نصرالله: "في المرحلة المقبلة قد نعلن التعبئة العامة على كل الناس، في السابق قلت سنكون في سوريا حيث يجب أن نكون، ومع الأسف جوبهنا بالتخوين والتشكيك والتحريض، اليوم، أقول إننا قد نقاتل في كل الأماكن. لن نسكت لأحد بعد الآن، ونحن نمتلك أوراق قوة لم نستخدمها في المواجهة بعد".
خطاب الاستجداء
تسود في الأوساط الشيعية مشاعر استياء وتذمّر من سياسة الميليشيا الشيعية، التي ينظر لها على أنها تقود الطائفة إلى الهلاك، الأمر الذي تترجمه في الواقع أعداد القتلى الذين قادهم نصر الله إلى سورية خدمةٍ لمصالح إيران، حيث تحدثت تقارير عن قيام بعض الأهالي بمحاولات الضغط على الحزب لإعادة أبناءهم من الجبهات، في حين هناك روايات عن توجه عائلات إلى جرود القلمون لاسترجاع أولادهم.
يشير مقربون من الحزب عن قيامه بقطع رواتب كوادر وقياديين في الجنوب اللبناني رفضوا الالتحاق بالجبهة القلمونية.
وصف محللون الخطاب الأخير لنصر الله بأنه خطاب الاستجداء، حيث تعكس بعض التفاصيل حجم النكبة التي يعانيها الحزب من خسائره المتلاحقة في سورية وليس آخرها هزائمه عدد قتلاه في القلمون، ما يفسّر دعوته للمجتمع اللبناني بمشاركته حربه "الطائفية الثأرية" في سورية، خدمةً للمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة.
23/5/2015

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق