تتوجه أنظار حزب الله على عرسال، الشوكة الوحيدة في خاصرة الخريطة الديموغرافية الجديدة التي تعمل ميليشيات حزب الله والمحور الإيراني على رسمها.
وباتت عرسال، البلدة السنية اللبنانية بالكامل مناصرة للثورة السورية في محيط شيعي موال بغالبيته للحزب، حجر العثرة الوحيد لاستكمال سيطرة الحزب على كامل الحدود اللبنانية السورية. وأفادت مصادر لـ"العربية" بحصول اشتباكات بين جيش الفتح وحزب الله على أطراف جرود البلدة.
وخاضت ميليشيات حزب الله معاركها من داخل الحدود السورية ومارست التطهير المذهبي في القصير وقرى القلمون. ومن هجرهم الحزب لجأوا إلى عرسال اللبنانية وجرودها، أما مقاتلو المعارضة السورية فهم يلجؤون إلى جرود البلدة.
ويهدد نصرالله بأخذ المبادرة باتجاه عرسال إذا لم تقم الدولة بدورها، إلا أن الأصوات ترتفع لبنانياً محذرة من تقدم الحزب إلى البلدة، مؤكدة أن عرسال خط أحمر.
وتشكل عرسال ما يقارب 5% من مساحة لبنان، وعدد سكانها حوالي الـ35 ألفاً. أما اللاجئون فهم ما يقارب الـ80 ألفاً موزعين على عشرات المخيمات داخل البلدة وحولها.
وقد دخل 7000 عسكري لبناني أحياء البلدة، كما يتمركز الجيش على كامل المرتفعات المحيطة بها قاطعاً التواصل بين البلدة وجرودها. فهو يسيطر بالحواجز على منافذ الجرود الستة, مانعاً تسلل المسلحين.
وأبقى الجيش على منفذ واحد هو طريق وادي حميد الوحيد المخصص للاجئين في مخيمات الجرود وليس المسلحين.
وبالنسبة للفصائل في جرود عرسال، فيقدر عدد مقاتليها ما بين 2000 إلى 2500 ينضوون تحت مسمى جيش الفتح.
وإذا كان توقيت إطلاق معركة عرسال بيد حزب الله، فإن إنهاءها هذه المرة لن يكون بيده وحده.