Pages

لوموند : الشيخ حميدي رئيس قبيلة شمر يقف سوراً منيعاً ضد الدولة الإسلامية

الاثنين، 9 نوفمبر 2015

لوموند : الشيخ حميدي رئيس قبيلة شمر يقف سوراً منيعاً ضد الدولة الإسلامية

لوموند في 3 / 11 / 2015 . 
راية حمراء مطبوعة بخط عربي ترفرف في السهل . الكتابة الذهبة تشكل كلمة الصناديد( الشجعان ) هكذا تم انتشار مقاتلي قبيلة شمر . الراية ، العلم تشير إلى الخط البري الذي يعني نهاية الإقليم الكردي والدخول في أراضيه . من تخوم سوريا والعراق . في ذلك الجزء من الجزيرة حيث البادية الرتيبة التي تنتهي في الجنوب إزاء خواصر جبل سنجار ، قبل أن تتلاشى في عمق الصحراء العراقية فإن القرى والبساتين والماشية والناس هم تحت حماية رجل واحد إنه الشيخ حميدي دهام الهادي رئيس قبيلة شمر السورية الذي كل من مقاتليه من الصناديد يقدم له الطاعة . الحدود مع العراق قريبة جداً لكن من جهة و أخرى ، السلطة تعود إلى أولئك الذين لديهم وسائل الدفاع عن أنفسهم ،بصفة سيداً قبلياً منحدراً من شريحة الجمالين الكبار الصاعدين من الصحارى العربية إلى سهول ما بين النهرين منذ قرنين فإن الشيخ حميدي هو منهم . حليفاً للأكراد الذين يسيطرون على المناطق المجاورة ، ومرتبطاً معهم ضد الدولة الإسلامية ، مع قبيلته التي نظمها على شكل قوة مقاتلة ، وهو سيد منطقته . كما في أماكن أخرى من هذه الجزيرة المهجورة على هامش حرب بلا نهاية ، فإن القرى تبدو مقفرة ، ما عدا بعض الأشباح الذين يظهرون منشغلين في أعمال ميكانيكية أو في طريقهم إلى المزارع ، أبعد باتجاه الأفق بين البادية والسماء ، سحبان الدخان الأسود تمتد حسب الرياح ، آثار الفوضى ظهرت في الحرب ومع انسحاب النظام السوري إنها تشير إلى مصافي يدوية حيث البترول الخام يتحول إلى وقود بمد تحول بطيء سام مخلوط ببخار الماء ، من جهة و أخرى ، طريق سكة حديدية معطلة تربط برلين بغداد في زمن تقهقر الامبراطوريات ، يميز قرية تل علو عن باقي قرى المنطقة بيوتها المتواضعة غير المزخرفة ودكاكينها الفارغة ، وأراضيها المليئة بالأعشاب في وسطها مع ذلك يرتفع صرح معماري يتجاوز ثلاثة طوابق من الأبنية المحيطة ، المقصود هو إقامة الشيخ حيث الناس هنا يصفونها ( بالقصر ) إنها محاطة بحزام من الجدران الاسمنتية ومحروسة من قبل رجال مسلحين . الشيخ حميدي محاطاً بأبنائهِ وضباطه ، هنا يقيم مع باقي الحاشية من العائلة والحرس . في دهاليز القصر المزين بأروقة ، ويتحدث عن مركبة مصادرة من الشرطة العراقية فارغة من المسلحين . دعا ثلاث أتوا من القرى المجاورة في حضور الشيخ يستمعون (( هذا هنا حيث الشيخ يستقبل مدعوّيه ، ويعرض مساعدته على الذين يجدونه ويحل المخاصمات بين الأشخاص أو العائلات في المنطقة )) . ذلك يشرحه عبدالله وهواستاذ لغة إنكليزية يعمل بصفة ملحق في بيت الشيخ . الارتباط ، إعلان النفير . بفخامة طرف صالة طويلة من 60 متر ، ذات مقاعد وثيدة من القماش الأزرق ، شيخ شمر يأخذ مكانه مدثراً بمعطفه البدوي . بقامته المليئة ووجهه الصافي المعروف بعينيه اللامعتين ، المسطر بشارب يلمع بالسواد ويعتمر كفيّة بيضاء . بين زواره يتواجد وجهاء القبائل آتين من مناطق مجاورة ، من العراق كما سوريا . بل أيضاً عجوز بائس بنظارتيه السميكتين الذي يسير مستعيناً بعكازة . منحدر من شمر أتى من مدينة القامشلي البعيدة على مسافة 50 كيلو متر ليحصل على مساعدة كان مرغماً على ترك قريته جرّاء الحرب ، لم يعد يستطيع دفع إيجار شقته حيث أودع لوازمه . (( ما كنت أظن أن هذه الثورة ستؤدي إلى هكذا فوضى . بسر الشيخ حميدي . فهمت باكراً أنه عليَّ الدفاع عن أهلي بوسائلي الذاتية ضد تهديدين : نظام دمشق والمجموعات الجهادية …يعلّق الشيخ وهو يسحب نفخة السيجار علامة كوبا الذي أحضره أحد خدمه . الصراع في سوريا أدى في حقيقة الأمر بأن هذه الشخصية المحلية الهامة يتحول إلى قائد حربي . في سياق الثورة السورية ، المناطق الحدودية صارت مسلك دخول هام للجهاديين الآتين من العراق المجاور الذين يختلطون في تشكيلات المتمردين المحليين ، واستطاعو ممارسة تأثيرهم الأيديولوجي وزعزعة المفاهيم القبلية للمحاربين في المنطقة . إن عمل الجهاديين والمتمردين ضد الميليشيات الكردية الحاضرة أكثر في الشمال من أجل التحكم بالآبار النفطية للجزيرة قد أدى لاحقاً إلى تحويل أراضي شمر إلى ساحة قتال (( المعارك احتدمت في محيط تل علو وقذيفة هاون انفجرت في القصر . الشيخ تحاصر بين نارين )) يتذكر عبدالله . مشاهداً شباب قبيلته تحت رحمة المجموعات المتمردة أو الجهادية والعدوّة الشيخ حميدي أعلن النفير بينما الدولة الإسلامية تضم أو تقتل المحاربين المتمردين في المنطقة << الحل كان استدعاء كل الشباب إلى أصولهم وتشكيل قوة مسلحة لتوحيد شمر ومنع الذين يتقاتلون .>> واعياً لأخطار الدعاية الجهادية في موازين العادات القبلية ، أطلق الشيخ عندها تحالفاً مع الكرد ، الناس الذين شمر تبادلهم علاقات المصالح والخبرة الطيبة الواغلة عميقاً في التاريخ المحلي ، هذا التقارب تم عملياً في حزيران 2014 بتسمية الشيخ حميدي في منصب رئيس الإدارة الكردية المحلية . الميليشيا التي تخصه وهي الصناديد هي الآن بقوة 2500 رجل بحسب أحد قوّاده التي يمكن رفعها إلى 7000 رجل من الاحتياطي الإضافي في حال بروز خطر. قوة بسيطة من الدفاع الذاتي لحظة تشكيلها ، وهي آلاف تأخذ حيزاً إلى جانب القوات الكردية في القتال ضد الدولة الإسلامية في كل الشمال الشرقي السوري . كثيرون آمنوا بخطاب داعش . ((أنا شمري أولاً ثم سوري )) يصرح الذيب 25 عاماً الذي تمت مقابلته في جوار تل علو أثناء تدريب عسكري للصناديد حيث شباب مقاتلون يتدربون على الرماية ليس بعيداً عن جوار مصفاة بترول يدوية . هذا المقاتل المجاز في العلوم السياسية من جامعة دمشق ، الذي يحتفظ بشعر طويل مثل رفاقه ، الشعرالمعبر علامة مميزة تراثية لقبيلتهم ، وهو مجند منذ أربع سنوات خلت . عضو في كتيبة متمردة في بداية في بداية الحرب الأهلية ، رفض سيطرة الدولة الإسلامية على السكان العرب السنة في المنطقة ، بفقدان أبيه الذي تم اغتياله في قريته الأم من قبل الجهاديين الذين يبحثون عنه هو أيضاً ، وقد انضم إلى ميليشيا الشيخ حميدي (( في البداية كثيرون منا آمنوا بخطاب داعش والمجموعات الإسلامية ، نحن كنا نعتقد بأننا كنا نقاتل من أجل الإسلام ومن أجل تحرير الناس من الدول ومن الحدود)) يذكر نواف ، محارب آخر من الصناديد الذي يؤكد بأنه انتسب في الماضي إلى لواء قريب من جهة النصرة ، فصيل أساسي من المتمردين ضد الأسد يتحالف مع القاعدة .((أخذنا في الحسبان فيما بعد بأن داعش عدو تقاليدنا )). بدءاً من قصره ِ ، شيخ شمر يتبدى براغماتياً في هذه المنطقة ، الناس يطيعون الذي يمسك بالسلطة . عندما داعش قوي يتبعون داعش ، عندما داعش تخسر الأفضلي يعودون إلى الجانب الصحيح . حسب السيد القبلي ، التحالفات بعيداً عن أية أيديولوجية هي مسألة علاقات القوة (( كل الشباب الذين ترونهم هنا كانوا سابقاً مع داعش )) يصرح ببسمة عريضة . مكرماً بثروة شخصية وقوي بعلاقاته مع دول الخليج وبتحالفه مع المحاربين الأكراد الذين حصلوا على الدعم الجوي الحاسم من التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية . الشيخ حميدي يعتقد أنه استطاع جمع القرى والقبائل تحت رايته ، ويمارس التضامن المحلي القديم ضد تسليح المنظمات الإرهابية التي حسب قوله هي أدوات في يد عملاء خارجيين خاصة منحدرين من أمن النظام العراقي البائد حسب الذيب ونواف كما بحسب شيخهم مصير نظام بشار الأسد الباقي رهن الصفقات الدبلوماسية والعسكرية الكبيرة حول سورية لم يعد اهتماماً كبيراً . ليس باتجاه دمشق طرق الاتصال الأرضية مقطوعة بحيث أن الشيخ حميدي ومؤيدوه ينظرون بل إلى العراق القريب جداً (( نحن كنا هنا قبل تقسيم المنطقة من قبل الدول الأوربية . بخصوص قبيلتنا هذه الحدود ليس لها معنى)). يؤكد الذيب الذي يحلم من مصير مشترك بقبيلة شمر الموزعة بين طرفي العراق وسوريا ((النظام العالمي منهار الدول منهارة والحدود لم تعد موجودة )) . نحن نستعد الآن لعودة القبائل يتوقع الشيخ حميدي . يزمع تحقيق قوة مؤلفة من الهاربين من الدول الإسلامية ينتمون إلى الفرع العراقي من قبيلة شمر في منطقة سنجار في العراق . ((قوة إقليمية)) 30 كيلو متر شرق تل علو باتباع الخط القديم الحدودي بين برلين وبغداد فإن مدينة اليعربية الحدودية ترسم طموحات شمر السورية دور أساسي من الخصومات بين الشيخ حميدي والدولة الإسلامية ، مسرح معركة ملتهبة صيف 2014 هذه المدينة حيث نسبة كبيرة من السكان الأصليين يعودون إلى شمر ، اليوم بشكل مشترك تحت سيطرة رجال الشيخ والقوات الكردية السورية . الصناديد يشغلون المنطقة الحرة القديمة وجوار ثكنة خراب ، شمر عراقيون وسوريون باقون معاً تحت إمرة علي عواد الريحان شاب محارب يعتعمر عمامة غامقة (( الحدود الممتدة من هنا كانت خطأ من التاريخ )) يقول مسمياً وسط الاسمنت الذي يمد الحدود المستقيمة بين العراق وسوريا . المدينة التوأم ربيعة في الطرف المقابل وهي تحت سيطرة المحاربين البيشمركة أكراد العراق . ولادولة معترف بها لاتتمثل في هذه المنطقة الحدودية منذ حزيران 2014 (( نحن سوف نزيل الحدود ونشكل مع قبيلتنا قوة إقليمية لقتال داعش في سورية كما في العراق )) يصرح المحارب . يبدأ من العواصم والأراضي المفيدة فإن حدود الجزيرة تعرض فرجاً تاريخياً للقوات على الأطراف المتكيفة مع انهيار الدول والفوضى العسكرية .

سارع الآن بالاشتراك في القائمة البريدية ليصلك جديد الموقع على بريدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
كافة الحقوق محفوظة لـ الرمح نيوز © 2015 | بدعم من بلوجر
تصميم: ثيمز بيبر | تعريب: قوالب برق | بدعم من: برق سوفت وير
Creative Commons License