صلاح الدين ديمرطاش: يُحيّي "المقاومة الشريفة" التي قتلت السوريين!
لم يكد يمضي أيام على فرحة حزب الشعوب الكردي بدخوله عتبة البرلمان التركي بنسبة تخوّله المشاركة في تشكيل الحكومة، حتى أطل رئيسه صلاح الدين ديمرطاش على قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني، ليعلن في أول إطلالة له على شاشة عربية، أنه يدعم المقاومة الشريفة في لبنان في وجه الإمبريالية.
ديمرطاش هو سياسي وحقوقي كردي، يحمل إجازة في الحقوق من جامعة أنقرة، انتخب في البرلمان التركي لثلاث فترات متتالية. وكان رئيسا لحزب السلام والديمقراطية، مناصفة، ثم أصبح رئيسا لحزب الشعوب الديمقراطي مناصفة أيضا، حيث أعيد انتخابه عام 2011 في البرلمان بعدما ترشح ضمن لائحة مشتركة بين حزبه و18 هيئة سياسية، وقد مهد ذلك التحالف لإنشاء حزب الشعوب الديمقراطي برئاسة مشتركة بين ديمرطاش والسياسية فيغان يوكسيك داغ عام 2014، وهي السنة نفسها التي ترشح فيها لانتخابات الرئاسة في مواجهة كل من رجب طيب أردوغان وأكمل الدين إحسان أوغلو، غير أنه حل ثالثا بنسبة لم تتجاوز 9.77% من الأصوات.
خاض دميرطاش صراعاً شرساً مع قادة حزب العدالة والتنمية خلال وقبل الانتخابات التشريعية، حيث داوم على سوق الاتهامات إلى خصومه السياسيين بأنهم يسعون إلى "عثمنة" تركيا والتفرّد بالحكم وحدهم.
وفي ردّه على تصريحات لديمرطاش بأن ميدان "تقسيم" في اسطنبول يعني للعمال ما تعنيه "القدس" لليهود، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن "القدس ملك للمسلمين وليست لليهود"، مضيفاً أنه لن يخاطب صلاح الدين دميرطاش باسمه "لأنّ صلاح الدين اسم عزيز جداً علينا، صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس قائد كبير عند العرب والأتراك والأكراد، ومن الخطأ مناداة دميرطاش بصلاح الدين".
وكان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي قد شهد نقلةً نوعية في حضوره السياسي، بعد أن حظي في الانتخابات التشريعية التركية الأخيرة بنسبة 13% من مجموع الأصوات، ودخوله البرلمان بـ 78 مقعداً، ما يجعله مخولاً للمشاركة في الحكومة، لأول مرة في تاريخه.
ينظر محللون إلى أنّ البرنامج السياسي لديمرطاش وحزبه يقوم بشكل رئيسي على مخالفة حزب العدالة والتنمية في كل شي، إلى درجة الاعتراف بـ"مذابح الأرمن" ما أثار صدمة ودهشة الشعب التركي، ويرى البعض أن ديمرطاش اعتمد خلال الانتخابات، بالإضافة إلى الدعم الكردي، على دعم الأقليات الأخرى كالطائفة العلوية التي تتخذ موقف العداء من "العدالية والتنمية"، ومن جانب آخر، تتهم تيارات كردية حزب ديمرطاش باستغلال القضية الكردية لتحقيق مكاسب سياسية.
لا تخلو السيرة الذاتية لديمرطاش من النقاط السوداء، ففي سنة 2010 صدر بحقّه حكماً قضائياً بالسجن قرابة العام، وذلك إثر خطاب ألقاه عام 2006 وثمّن فيه دور عبد الله أوجلان في طريقة معالجته للمسألة الكردية، حيث تعامل القضاء مع ذلك الموقف على أنه دعاية لمنظّمة "حزب العمال الكردستاني" المدرج في قائمة الإرهاب في القانون التركي، لا سيّما بعد إدانته بتنفيذ عمليات انتحارية راح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء، ولكن الحكم خفف ليتحول إلى إطلاق سراح تحت المراقبة لمدة خمس سنوات.
لم يكن دميرطاش الوحيد في العائلة الذي تربطه علاقات مع حزب العمال" فقد سجن أحد أشقائه قبل سنوات بتهمة الانتماء إلى حزب "العمال الكردستاني"، حيث أفرج عنه بعد ذلك، ويتواجد حالياً في جبال قنديل شمالي العراق حيث يتّخذ الحزب مقراً له.
قال دميرطاش في أكثر من لقاء صحفي أن المرة الأولى التي سمع فيها بوجود عرق يسمّى "الأكراد" كانت في المرحلة الثانوية، وتحديداً بعد اغتيال رئيس حزب العمل الشعبي الكردي وداد آيدن عام 1991، فكانت الشرارة التي فجّرت نزعته القومية، ليبدأ بعدها نشاطه في الحركة السياسية الكردية.
أثار ظهور دمرطاش على قناة (المنار)، وتغزّله بحزب الله اللبناني ووصفه له بـ"المقاومة الشريفة"، حفيظة الكثير من السوريين، فهذه "المقاومة الشريفة" هي التي قتلتهم وهجرتهم من أرضهم، ووقفت تناصر نظام الأسد المجرم الذي قصف بيوتهم بالصواريخ والطائرات والسكود والبراميل المتفجرة .. وتساءل البعض.. كيف يمكن لمن ناضل من أجل قضية شعبه.. أن يقف مع جلاد يقتل شعبه؟! وإذا كان قتل السوريين لا يعينه كما احتج البعض وليس قضيته، فهل قضية مقاومة حزب الله الإيراني لإسرائيل هي قضيته؟!!
ولهذا تعالت أصوات الاستنكار في أوساط الأكراد، بأنّه لا يجوز لحزب وصل إلى السلطة بزعمه تبنّي عذابات الشعب الكردي، أن يدعم حزباً إرهابياً يمثّل أحد أسباب عذابات السوريين وقمع ثورتهم الشعبية، التي كان الأكراد السوريين من بين الثائرين فيها.
مصادر
- الجزيرة نت
- جريدة السفير
- نون بوست
- موقع دوت مصر
15/6/2015

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق