بعد "أريحا": الزحف لضرب معاقل الأسد في الساحل
أعلنت الفصائل السورية المعارضة أمس أنها نجحت في صدّ هجوم للقوات النظامية في ريف محافظة اللاذقية كان يهدف إلى تحصين مواقعها واستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في محافظة إدلب. ولقد اندلعت معارك عنيفة يوم أمس بين الطرفين في مناطق قريبة نسبيًا من بلدة القرداحة، مسقط رأس عائلة (رأس النظام السوري بشار الأسد)، أدت إلى سقوط قتلى في صفوفهما.
مواقع معارضة أفادت بأن الفصائل المسلحة المشكِّلة لـ«جيش الفتح» سيطرت على معبر معرطبعي، شرق مدينة أريحا الاستراتيجية في ريف إدلب، في الوقت الذي أعلن فيه عن تقدم للمعارضة في ريف اللاذقية. وبينما أشارت معلومات إلى أنّه من شأن هذه المعركة تمهيد الطريق أمام المعارضة إلى اللاذقية، قال مصدر قيادي في الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ النظام يهدف من هجومه إلى استعادة جسر الشغور، ولكن هدف المعارضة الأول من المعركة هو السيطرة على منطقة أريحا حيث تدور المعارك بشكل أساسي، ولا سيما الجسر المهم الموجود فيها، ومن ثم إسقاط حلب.
وأوضح المصدر أنّ النظام يعتمد على هذا الجسر لنقل إمداداته العسكرية من ميناء اللاذقية إلى حلب، وذلك بعدما كانت المعارضة سيطرت على جسر الشغور، وهو الأمر الذي انعكس كذلك سلبا على طريق إرسالها ولم يعد يعتمد في هذا الأمر إلا على طرق في الأراضي الزراعية. وأشار إلى أن السيطرة على مدينة أريحا سيسهّل مهمة تحرير حلب. وللعلم، تعدّ أريحا آخر معقل للنظام في محافظة إدلب ككل، بالإضافة إلى أنها تتحكّم بالطريق الرئيسي بين اللاذقية - وهي الميناء الرئيسي في سوريا - وحلب.
من جهة ثانية، أوضح المصدر المعارض نفسه «أنّ النظام يحاول استعادة مدينة جسر الشغور باعتماده على سياسة الأرض المحروقة، لكنه أضعف من أن يحقق ذلك، بينما سيعني نجاحنا في السيطرة على أريحا قطع الطريق نهائيا أمام هذه الإمدادات». وأردف أن «معنويات الجيش منهارة والاتصالات التي سُرّبت للعقيد سهيل الحسن خير دليل على ذلك، لا سيما أن قوات النظام تقاتل بمفردها في هذه المنطقة حيث لا وجود فيها لحزب الله أو غيره من الميليشيات، على اعتبار أنها كانت منطقة آمنة وخارجة عن خريطة المعارك». واستطرد: «ثم إنّ المعلومات التي تشير إلى أن هناك نحو 1500 مفقود من العلويين أدت إلى حالة من الرعب والقلق في صفوف الأهالي والعسكريين على حد سواء». وكانت قد سُرّبت مكالمة هاتفية قبل أيام قليلة بين العقيد الحسن، قائد قوات الجيش السوري في الجبهة، والأسد، أكد خلالها الحسن أن أكثر من 800 مقاتل سوري انسحبوا من المعارك الدائرة بينهم وبين المعارضة السورية.
وكان مقاتلو المعارضة قد سعوا في السابق إلى نقل معركتهم التي بدأت قبل أربع سنوات إلى مقربة من المناطق الساحلية في اللاذقية التي تسيطر عليها قوات الحكومة وتعتبر معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وأكد مصدر من «حركة أحرار الشام» الإسلامية المعارضة أن القتال في اللاذقية يدور في جبهات جبل الأكراد، وتحديدًا بالقرب من أعلى القمم الجبلية في سوريا ومن بينها قمة النبي يونس التي تطل على قرى علوية وبلدة القرداحة. وتابع: «الاستيلاء على القمم الجبلية سيجعل القرى العلوية في مرمى نيراننا».
وفي المقابل، نقلت صحيفة (الشرق الأوسط) عن مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن أن "غاية جيش النظام الآن تأمين الوادي والقمم الجبلية لكي يتقدم مجددًا نحو جسر الشغور التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل أسبوع. وجاءت خسارة النظام سيطرته على مدينة جسر الشغور بعد أقل من شهر على خسارته السيطرة على مدينة إدلب مركز المحافظة. وحاليًا يقتصر وجود كتائب المعارضة في محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية على المناطق الواقعة في غرب قمة النبي يونس وشمال غربيها. وبناء عليه، في حال تمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على القمة سيصبح طريقها مفتوحا إلى الساحل" .
* المادة مصاغة بتصرف المحرر- العنوان الأصلي : (المعارضة السورية تصد محاولة لاستعادة جسر الشغور.. اندلاع معارك عنيفة في ريف محافظة اللاذقية > «الحر»: هدفنا الأول إسقاط أريحا لقطع الإمدادات العسكرية إلى حلب).
2/5/2015

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق